تجربتي مع الصدمات الكهربائية

تجربتي مع الصدمات الكهربائية كانت من أصعب الأمور التي مررت بها في حياتي. ورغم أنها كانت فعالة في التخلص من المشاكل التي كنت أمر بها، إلا أن فكرة التعرض لتلك الصدمات كانت تتطلب قوة كبيرة. ولم أكن أتخيل كل يوم أنني سأتعرض له، ولأنني مررت بأحداث كثيرة ومتنوعة من الفوائد. وما قدمه لي الطبيب وغيره من أضرار ونصائح.

تجربتي مع الصدمات الكهربائية

“اسمي مصطفى. كنت في الخامسة والعشرين من عمري عندما ارتبطت بأول فتاة في حياتي، وأحببتها بشدة، لكنني كنت من الذين لا يتحكمون في انفعالاتهم. وعندما حصل بيننا شجار قوي أصبحت عاطفية للغاية حتى قلت لها بعض الكلمات المؤلمة التي جرحتها بشدة، ونتيجة لذلك انتهت العلاقة بيننا. ورغم ذلك… قمت بمحاولات متكررة لاستعادة هذه العلاقة من جديد، لكن لم أنجح. شعرت بالحزن الشديد حتى أصابني الإكتئاب. خضعت لطرق علاجية مختلفة لمدة عامين ولكن دون جدوى، إلى أن ذهبت إلى طبيب آخر، خاصة بعد معاناتي من هلاوس سمعية وبصرية. بدأت أتخيل وجودها وتتحدث معي، وعندما أخبرته بالأعراض أخبرني الجميع أنني يجب أن أتعرض لصدمات كهربائية، فهي وسيلة علاج سريعة ومناسبة لحالتك. لقد كنت معارضا للغاية. لكن بعد أن أوضح لي الطبيب أن الطرق الكهربائية تحسنت، واليوم لا تشعر بالألم أثناء الجلسة، وبعد محاولات عديدة اقتنعت، خاصة أنني أردت التخلص من الألم. هذه هي المعاناة التي أعيشها. لقد أجريت حوالي 6 جلسات، ورغم أن المرض لم يتم علاجه بشكل كامل، إلا أن حالتي أصبحت أفضل بكثير من ذي قبل. ثم أوقفنا تلك الجلسات ووصف لي بعض الأدوية التي قضت على المرض تماماً”.

فوائد الصدمة الكهربائية

“أنا محمد. ومن خلال تجربتي مع الصدمات الكهربائية، اكتشفت العديد من الفوائد. إن العلاج بالصدمات الكهربائية يختلف تماماً عما تصوره لنا السينما. وجاءت هذه الفوائد على النحو التالي:

  • وقد يستغني الطبيب عن العلاج الكيميائي الذي يعطيه لمرضى الاكتئاب ويستبدله بالعلاج الكهربائي.
  • يلجأ الطبيب إلى هذا النوع من العلاج في حالات الاكتئاب الشديد المستعصي والحالات الانتكاسية.
  • يعالج حالات الاكتئاب التي تصيب النساء بعد الحمل والقطيعة.
  • تستخدم الصدمات الكهربائية في حالات الميول الانتحارية.
  • الأشخاص الذين يعانون بشكل مستمر من سوء الحالة النفسية لديهم علاجات فعالة تعمل على تحسين حالتهم النفسية.
  • كما يستخدم في حالات عدم القدرة على الحركة والتشنجات الشديدة التي تصيب بعض المرضى الذين يعانون من الخرف وغيرهم.
  • يتم استخدامه للتخلص من السلوك العدواني والانفعالات الشديدة.
  • قد يصف الطبيب هذا النوع من العلاج للحالات التي لا تفضل تناول الأدوية. ومن الضروري استخدام الأدوية مثل مضادات الاكتئاب، والأدوية المضادة للقلق وغيرها.
  • عيوب الجلسات الكهربائية

    “اسمي أحمد. خلال تجربتي مع الصدمات الكهربائية عانيت من بعض الآثار الجانبية فقررت أن أقدمها لتحذيركم منها وأنه يجب الخضوع لهذه الجلسات عند طبيب مختص موثوق به وأهمها:

  • خلال الفترة التي تلي الجلسات يعاني المريض من آلام شديدة في العضلات نتيجة القوة الكهربائية، رغم أنه لا يعاني من آلام أثناء الجلسة لأنه كان تحت التخدير.
  • هناك بعض الحالات تعاني من الارتباك والقلق والخلل الشديد لفترة مؤقتة بعد الجلسة.
  • يعاني المريض من الغثيان واضطرابات الجهاز الهضمي الشديدة.
  • اضطراب القلق، إما سريع جدًا أو بطيء جدًا.
  • وقد أثبتت بعض الدراسات أن هذه الجلسات قد تسبب ضعفاً في الذاكرة على المدى الطويل، وقد يكون مؤقتاً أو طويل الأمد.
  • إذا تم إجراء هذا النوع من الجلسات من قبل شخص غير متخصص، فمن الممكن أن يرتفع مستوى الكهرباء عن المستوى المناسب للمريض، مما يسبب وفاته.
  • وهذا النوع من العلاج يزيد من خطر الإصابة بالنوبات وأمراض القلب، خاصة إذا كان المريض قد أصيب بأي مرض في القلب من قبل.
  • يعاني المريض من الارتباك بعد الجلسة، ويستمر هذا الأمر لدى المريض لبضع دقائق ثم يختفي.
  • إذا كان المريض يعاني من ضغط دم غير طبيعي، وخاصة ارتفاع ضغط الدم، فقد يعاني المريض من ارتفاع حاد في ضغط الدم.
  • ماذا يحدث داخل الجلسة الكهربائية

    “أنا نبيل خضعت لهذا النوع من الجلسات منذ عدة أشهر. كنت أعاني من الهلوسة والخرف، ولذلك كان لا بد من الخضوع لهذا العلاج، خاصة بعد أن جربت جميع أنواع العلاج الأخرى، ولكن دون جدوى. لذلك حدد لي الطبيب حوالي 9 جلسات كهربائية، ومن خلال تجربتي مع الصدمات الكهربائية سأخبركم بما حدث داخل الجلسة على النحو التالي:

  • يعطيني الطبيب حقنة مرخية للعضلات لمنع النوبات وحقنة مخدرة أخرى.
  • أخبرني الطبيب أن مدة الجلسة 30 دقيقة.
  • يتم تثبيت الأقطاب الكهربائية الرئيسية على جانبي الرأس ويقوم الطبيب بتوصيل الكهرباء إلى الدماغ لمدة 8 ثواني.
  • ثم ينتقل إلى الجانب الآخر من الدماغ ويستمر التوصيل الكهربائي لمدة 90 ثانية.
  • ولأن العديد من الحالات تعاني من تشنجات في الفم، يقوم الطبيب بإحداث عضّة في الفك يضغط عليها المريض.
  • يُترك المريض لمدة تتراوح ما بين 20 إلى 40 دقيقة تقريبًا حتى يتعافى تمامًا من آثار الجلسة.
  • ومن ثم يتم تحديد موعد الجلسة التالية لك، ويجب أن تعلمي أن عدد الجلسات الكهربائية لا يتجاوز 12 جلسة مقسمة على 4 أسابيع.
  • أنواع الجلسات الكهربائية

    كانت هذه تجربة ابن عمي الذي كان يعاني من مرض انفصام الشخصية. وأخبرني، بعد معاناة طويلة مع هذا الاضطراب، أن الطبيب أخبره أن حالته تتطلب الخضوع للعلاج بالصدمات الكهربائية، وهو الحل الأمثل لك، وأن هناك نوعين من العلاج بالصدمات الكهربائية. هم:

    1- جلسات كهربائية فردية

    ويعتمد هذا النوع على جانب واحد من الدماغ وهو الجانب الأيمن، حيث يتم تركيب قطب كهربائي في أعلى الرأس وآخر في الجانب الأيمن. ولا يعتمد الطبيب على الجانب الأيسر من الدماغ. لأنه المتحكم الرئيسي في كافة العمليات المعرفية مثل الذاكرة واللغة. ولذلك فإن توجيه الكهرباء لفترة طويلة إلى هذا الجانب قد يؤثر سلباً على تطور هذه العمليات على المدى الطويل.

    2- الجلسات الكهربائية الثنائية

    يقوم الطبيب بتركيب أقطاب كهربائية على جانبي الدماغ ومن ثم يقوم بتوجيه الكهرباء إلى الدماغ بأكمله لمدة نصف ميلي ثانية لتجنب أي آثار سلبية على الذاكرة. ويلجأ الطبيب إلى هذا النوع من الجلسات في أوقات محددة حسب بعض العوامل أهمها عدم تأثر نوع العلاج السابق، وتطور حالة المريض وغيرها، ويجب أن تدرك أن الجلسات الكهربائية ليست كذلك. يخضع لجميع المرضى ولكن حالات معينة فقط لذلك يجب استشارة الطبيب فهو من يحدد إذا كنت بحاجة لهذه الجلسات أم لا.

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    Scroll to Top